مستويات النِّضال في أدب المقاومة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

دكتورة في الجامعة اللبنانية، كلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة وفي جامعة المعارف، وأحد رئيسي التحرير لمجلة أوراق ثقافية مجلة الآداب والعلوم الإنسانيّة.

المستخلص

   لم يمنع العامليين يومًا من طلب العلم حلّ بمنطقة جبل عامل زمن الجزار، وما بعده الاحتلال الفرنسيّ،، "وإن خبا نوره في بعض الحقبات التي وُصفت بالقاسية، لكنّه كان يعود ناشطًا مزدهرًا " ([1]) في حالات الهدوء_خصوصًا_ في العهود الأولى لهذا الجبل. وقد كان للعلم في جبل عامل مراكز علمية منذ حقبات بعيدة، وكانت تعدُّ قواعد علميّة.يضع هذا البحث يده على الحقبة التي تعود إلى القرن السّابع إذ عرقت المنطقة انتشارًا واسعًا للعلم، وفي مناطقه كافّة، وعُرِفت لاحقًا وكمراكز للعلم جزين ومشغرة، وعيناثا، ووصل العلم إلى كلّ قريّة جنوبيّة وإلى كلّ بيت فيه، وأُنشئت المدارس في كل منها، وقد كانت تهتم بالمرحلة الأولى بتدريس العلوم الدّينيّة، والفقهيّة والفلسفيّة القديمة، وكرّت السّبحة، وأصبحت المدارس في مرحلة لاحقة تهتم بتدريس" علم الهيئة والحساب، والجبر والطبّ، والهندسة والعلوم العربيّة، كالنحوّ والصّرف والبيان  واللغة"([2])، وغيرها من العلوم.بعد انتشار الفوضى، والفساد والظلم وبدافع الخوف والضغط زمن الاحتلال العثمانيّ، هاجر علماء جبل عامل، إلى العراق والنجف وإيران، ولم يعودوا إلا بعد عودة الهدوء والأمان إليه، ليكون لهم دورهم في نهضة الحركة الفكرية والثقافيّة فيه.عرف جبل عامل الإرساليات، بعد حملة نابليون على مصر، فكان لها مدارس عدّة في "صور ومرجعيون، وفي جزين"([3])...، ما تقدّم الحديث به غيض من فيض مما زخر به هذا الجبل من علماء ومثقفين ومفكرين وباحثين، وفي أجواء فيها الكثير من الظلم عاشوا، وعاينوه عن كثب، ما دفعهم في حقبة لاحقة إلى الدّفع بالحركة العلميّة قُدُمًا من خلال مدارسهم ومكتباتهم العامّة والخاصة التي كانت مفتوحة أمام الطلبة.بناء على ما تقدّم نرى أنّ التاريخ  السياسيّ لهذه المنطقة حافل بالحروب والثّورات، والفتن بدعم من الاستعمار، والدّول المتغصبة، الأمر الّذي انعكس على الوضع الاجتماعيّ، فعانى العاملييون في ضوئه الكثير.نضع يدنا في هذا الإطار على الفكر الثقافيّ للعامليين، فنرى أنّه على الرّغم من الفوضى التي مرّت بها المنطقة، فإنّ اهلها استطاعوا أن ينهضوا بأدبهم وبحياتهن الاجتماعيّة وبشعرهم، وقد كان الأدب في جبل عامل منذ أواخر القرن الحادي عشر حتى نهاية القرن الثالث عشر هجري(18-19م)  في حركة تجديد وتحرر من التقليد في الفكر والعمل.ننطلق في رحلة الأدب المقاوم من جبل عامل الذّي لم يهدأ يومًا ولم يكلّ في مقاومة المحتلّ والمغتضب بالسّلاح تارة، وبالعلم والثقافة تارة أخرى. بناء عليه  تنفتح أمامنا وجوه متنوعة للأدب، فنشاركه النّضال وفي مستويات متعددة منها " حركة النّضال الإنسانيّ"([4]) والثقافيّ والفكريّ ّوالسياسي ّوالاجتماعيّ والقوميّ والحضاريّ، في هذا السّياق سيعرض البحث لمستويين من مستويات النّضال الأدبيّ ألا وهما: المستوى الإنسانيّ والمستوى الاجتماعيّ.

الكلمات الرئيسية


عنوان المقالة [Persian]

مستويات النِّضال في أدب المقاومة

المؤلف [Persian]

  • خدیجه عبدالله شهاب
دكتورة في الجامعة اللبنانية، كلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة وفي جامعة المعارف، وأحد رئيسي التحرير لمجلة أوراق ثقافية مجلة الآداب والعلوم الإنسانيّة.
المستخلص [Persian]

   لم يمنع العامليين يومًا من طلب العلم حلّ بمنطقة جبل عامل زمن الجزار، وما بعده الاحتلال الفرنسيّ،، "وإن خبا نوره في بعض الحقبات التي وُصفت بالقاسية، لكنّه كان يعود ناشطًا مزدهرًا " ([1]) في حالات الهدوء_خصوصًا_ في العهود الأولى لهذا الجبل. وقد كان للعلم في جبل عامل مراكز علمية منذ حقبات بعيدة، وكانت تعدُّ قواعد علميّة.يضع هذا البحث يده على الحقبة التي تعود إلى القرن السّابع إذ عرقت المنطقة انتشارًا واسعًا للعلم، وفي مناطقه كافّة، وعُرِفت لاحقًا وكمراكز للعلم جزين ومشغرة، وعيناثا، ووصل العلم إلى كلّ قريّة جنوبيّة وإلى كلّ بيت فيه، وأُنشئت المدارس في كل منها، وقد كانت تهتم بالمرحلة الأولى بتدريس العلوم الدّينيّة، والفقهيّة والفلسفيّة القديمة، وكرّت السّبحة، وأصبحت المدارس في مرحلة لاحقة تهتم بتدريس" علم الهيئة والحساب، والجبر والطبّ، والهندسة والعلوم العربيّة، كالنحوّ والصّرف والبيان  واللغة"([2])، وغيرها من العلوم.بعد انتشار الفوضى، والفساد والظلم وبدافع الخوف والضغط زمن الاحتلال العثمانيّ، هاجر علماء جبل عامل، إلى العراق والنجف وإيران، ولم يعودوا إلا بعد عودة الهدوء والأمان إليه، ليكون لهم دورهم في نهضة الحركة الفكرية والثقافيّة فيه.عرف جبل عامل الإرساليات، بعد حملة نابليون على مصر، فكان لها مدارس عدّة في "صور ومرجعيون، وفي جزين"([3])...، ما تقدّم الحديث به غيض من فيض مما زخر به هذا الجبل من علماء ومثقفين ومفكرين وباحثين، وفي أجواء فيها الكثير من الظلم عاشوا، وعاينوه عن كثب، ما دفعهم في حقبة لاحقة إلى الدّفع بالحركة العلميّة قُدُمًا من خلال مدارسهم ومكتباتهم العامّة والخاصة التي كانت مفتوحة أمام الطلبة.بناء على ما تقدّم نرى أنّ التاريخ  السياسيّ لهذه المنطقة حافل بالحروب والثّورات، والفتن بدعم من الاستعمار، والدّول المتغصبة، الأمر الّذي انعكس على الوضع الاجتماعيّ، فعانى العاملييون في ضوئه الكثير.نضع يدنا في هذا الإطار على الفكر الثقافيّ للعامليين، فنرى أنّه على الرّغم من الفوضى التي مرّت بها المنطقة، فإنّ اهلها استطاعوا أن ينهضوا بأدبهم وبحياتهن الاجتماعيّة وبشعرهم، وقد كان الأدب في جبل عامل منذ أواخر القرن الحادي عشر حتى نهاية القرن الثالث عشر هجري(18-19م)  في حركة تجديد وتحرر من التقليد في الفكر والعمل.ننطلق في رحلة الأدب المقاوم من جبل عامل الذّي لم يهدأ يومًا ولم يكلّ في مقاومة المحتلّ والمغتضب بالسّلاح تارة، وبالعلم والثقافة تارة أخرى. بناء عليه  تنفتح أمامنا وجوه متنوعة للأدب، فنشاركه النّضال وفي مستويات متعددة منها " حركة النّضال الإنسانيّ"([4]) والثقافيّ والفكريّ ّوالسياسي ّوالاجتماعيّ والقوميّ والحضاريّ، في هذا السّياق سيعرض البحث لمستويين من مستويات النّضال الأدبيّ ألا وهما: المستوى الإنسانيّ والمستوى الاجتماعيّ.

الكلمات الرئيسية [Persian]

  • النضال
  • الادب المقاومه
  • جبل العامل
المصادر والمراجع
____ (2011)، في مدار النقد الأدبي. بيروت: دار الفارابي.
أدونيس (1978)، زمن الشّعر، ط2، بيروت: دار العودة.
أل­ صفا، محمد جابر(د.ت)، تاريخ جبل عامل، دار متن اللغة.
الأمين، السيد محسن (1961)، خطط جبل عامل، بيروت: مطبعة الإنصاف.
 أنيس، إبراهيم (1972)، موسيقى الشعر، ط 4، القاهرة: مكتبة أنجلو المصرية.
جمعة، حسين (2014)، ثقافة المقاومة إعادة بناء الذّات العربية، دمشق: دار مؤسسة رسلان للطباعة والنشر.
رشيد، فايز (2004)، ثقافة المقاومة، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
زراقط، عبد المجيد (2014)، مؤتمر أدب المقاومة ومواجهة الحرب الناعمة، الأونيسكو بيروت، جلسة عُقدت في 19-5-2014 م.  
زيتون، علي مهدي (2013)، الشعر كتاب الثقافة، بيروت: دار العودة.
شكري، غالي (د.ت)، أدب المقاومة، دار المعارف بمصر.
شهاب، خديجة (1999)، زهرة الحرّ شاعرة جبل عامل، دار البنان.
ضاهر، مسعود (1992)، الثقافة المقاومة دراسة في المنهج، مجلة الآداب، عدد 9و10، أيلول.
عباس، إحسان (1978)، اتجاهات الشعر العربي المعاصر، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
عكاري، أنطوان (2005)، الأشعار الشّعبية اللبنانيّة دراسة بعض نماذجها الحلوة، طرابلس: جروس بروس.
العيد، يمنى (1987)، في القول الشّعري، الدار البيضاء: دار توبقال للنشر.
فوزي، جيهان (2014)، «أدب المقاومة الفلسطيني ومكانة الأرض في الأدب»، المصري اليوم 17/5/2014. http://www.almasryalyoum.com
القرآن الكريم
مكّي، محمد كاظم (1963)، الحركة الفكريّة والأدبية في جبل عامل، بيروت: دار الأندلس.
هلال، محمد غنيمي (1973)، النّقد الأدبيّ الحديث، بيروت: دار العودة.